مر على ملاعب كرة القدم، مجموعة هائلة من اللاعبين المميزين، منهم من بلغ مراحل أسطورية، لكنهم لم يحظوا بالتقدير الكافي، جماهيريا وإعلاميا.
نجوم "underrated"، سلسلة عن لاعبين تمتعوا بمسيرات أسطورية، لكن ذلك لم يقابله صخب إعلامي يؤثر بدوره على آراء الجماهير.
واليوم موعدنا مع الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، البالغ من العمر 37 عاما، والذي لم يحصل على التقدير الموازي لما حققه في ملاعب الساحرة المستديرة.
منتج مونديالي
لم يصنع نافاس مجده بين ليلة وضحاها، بل بذل جهودا لسنوات من أجل كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم.
فبعد البدء في بلاده بقميص سابريسا عام 2005، بدأت رحلة نافاس في أوروبا بانتقاله إلى ألباسيتي الإسباني بعد 5 سنوات، قبل تحوله إلى ليفانتي في غضون عامين.
وإلى جانب إحصائياته المذهلة في الليجا، من ناحية التصديات، خطف نافاس الأنظار إليه في بطولة كأس العالم 2014.
تلك النسخة المونديالية شهدت تألق نافاس بوضوح مع منتخب كوستاريكا، ليلعب دورا في وصوله التاريخي إلى ربع النهائي قبل الخسارة بركلات الترجيح على يد هولندا.
ولم تهتز شباك أسطورة كوستاريكا سوى بهدفين خلال 5 مواجهات، إذ نجح في الخروج بشباك نظيفة أمام نجوم إيطاليا، إنجلترا وهولندا.
وبسبب ذلك، تحرك ريال مدريد على الفور لجلب نافاس إلى ملعب سانتياجو برنابيو، لتبدأ بعدها رحلة أسطورية في كبرى البطولات الأوروبية.
حارس الثلاثية التاريخية
لم يحتج نافاس سوى لموسم واحد لإقناع ريال مدريد بالاعتماد عليه كحارس أساسي، وهو ما أسهم في التخلي عن إيكر كاسياس بنهاية موسم 2014-2015.
وبداية من موسم 2015-2016، أصبح لنافاس مكانة في قلوب مشجعي ريال مدريد، خاصة مع كثرة لحظاته المذهلة وتصدياته البطولية.
وعلى مدار 3 مواسم متتالية، أسهم نافاس في تتويج الريال بطلا لدوري أبطال أوروبا، في إنجاز تاريخي لم يحققه أي فريق آخر.
وخلال رحلته في البرنابيو، أصبح نافاس أول حارس غير إسباني يصل إلى 100 مباراة في الليجا بقميص الميرينجي.
رغم ذلك، بدأت أسهم نافاس تتراجع بمجرد وصول البلجيكي تيبو كورتوا في صيف 2018 إلى مدريد، ليضطر لمغادرة النادي صوب باريس سان جيرمان في العام التالي.
ضحية الجنسية
حرس نافاس عرين باريس سان جيرمان لسنوات، واستطاع قيادة الفريق لحصد الألقاب، فضلا عن نقل خبراته الأوروبية إلى ملعب حديقة الأمراء، ليساعد الفريق الفرنسي على الوصول لنصف نهائي دوري الأبطال في موسمين متتاليين.
بل كاد نافاس ورفاقه أن يحصدوا اللقب الكبير لأول مرة في تاريخ النادي لولا الخسارة بهدف دون رد على يد بايرن ميونخ في نهائي 2020.
ورغم تألقه اللافت في المباريات الكبرى مع سان جيرمان، إلا أن نافاس عاد مجددا لدفع ثمن تعاقد ناديه مع حارس آخر، وكانت تلك المرة متمثلة في قدوم الإيطالي جيانلويجي دوناروما، ليفقد تدريجيا موقعه في التشكيلة الأساسية.
وفسر البعض ما حدث مع نافاس بأنه ضريبة جنسيته "الكوستاريكية"، التي لا تحظى بالتقدير الكافي، مقارنة بمنافسيه من القارة العجوز.
هذا أيضا ما جعله لا يحصل على عروض تليق باسمه، حتى مع حفاظه على مستواه رغم تقدمه في العمر، وهو ما جعله حتى هذه اللحظة بلا ناد، قبل ارتباط اسمه بنادي برشلونة عقب إصابة تير شتيجن.
وخلال رحلته التاريخية، حصد نافاس عددا هائلا من الألقاب على كافة المستويات، منها 6 في مستهل مسيرته مع سابريسا، قبل الظفر بـ11 لقبا مع ريال مدريد، و10 بقميص سان جيرمان.
وكاد نافاس أن يتوج بلقب كأس أمم كونكاكاف عامي 2009 و2011، لكنه خسر اللقب في النهائي مرتين.