رمت انتقادات اللاعبين لبرنامج المباريات المزدحم في أوروبا بظلالها على منافسات المسابقات المحلية، بالتزامن مع قلق دائم من الأندية والأجهزة الفنية من شعور نجومها بالإرهاق والتعب.
وبالنسبة لبعض الأندية، يستمر الموسم الكروي الحالي في أوروبا، حتى منتصف تموز/يوليو، بسبب إقامة كأس العالم للأندية بنظامه الجديد بمشاركة 32 فريقا في الولايات المتحدة.
وما زاد الطين بلة، استمرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في اعتماد روزنامة النوافذ الدولية خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
وجاءت النقطة الحاسمة، عندما قرر الاتحاد الأوروبي، زيادة عدد مباريات الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا إلى 8 مباريات، مع وجود دور إضافي تأهيلي للدور ثمن النهائي.
أصل القصة
جاءت الزيادة في عدد مباريات دوري أبطال أوروبا، كرد من "يويفا" على مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي يتبناه ريال مدريد وبرشلونة يوفنتوس، ولمنع أي توجه لإنشاء مسابقة يمكنها منافسة دوري أبطال أوروبا.
ومع زيادة عدد المباريات، بات بإمكان الأندية الحصول على إيرادات أعلى من البث التلفزيوني والإعلانات وشباك التذاكر، ما سيشجعها على رفض أي مقترحات لتأسيس مسابقات خاصة بها.
لكن هذا الرد، نسي في الأساس العنصر الأساسي في كرة القدم، حيث بات بعض اللاعبين معرضين لخوض حوالي 70 مباراة في الموسم، ما قد يتسبب في استنزاف طاقاتهم، إلى جانب تعريضهم للإصابات البدنية الناتجة عن الإجهاد.
أصحاب الشأن
يدرك المدربون على وجه التحديد أن البرنامج المزدحم للمباريات سيهدد سلامة اللاعبين الذين بدورهم، باتوا أكثر إدراكا للحاجة الماسة للتعبير عن آرائهم حيال هذا الموضوع، خصوصا أن "فيفا" و"يويفا"، لا يكترثان لتحذيرات رابطة اللاعبين المحترفين "فيفبرو" حول هذا الموضوع.
وكسر نجم مانشستر سيتي والمرشح لجائزة الكرة الذهبية، الإسباني رودري، حاجز الصمت مهددا باتخاذ إجراءات للوقوف أمام القرارات التي تهدد سلامتهم.
وأيد لاعب برشلونة والمنتخب الفرنسي جول كوندي تصريحات رودري، مؤكدا أن الإضراب عن خوض المباريات سيبقى خيارا في حال استمرت الجهات المعنية في التغاضي عن مطالب اللاعبين.
من جانبه، أوضح نجم ريال مدريد داني كارفاخال، أن الإضراب سيبقى خيارا على طوال اللاعبين، خصوصا أن أحدا لا يستمع لهم.
وبالنسبة لمدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي، فإن تحجج الجهات المعنية برواتب اللاعبين العالية، أمرا لا يمت بالمنطق صلة، مبينا أن اللاعبين مستعدون لتقليص رواتبهم إذا كان ذلك يعني تخفيض عدد المباريات التي سيخوضونها كل موسم.
ومن المستبعد أن يتخذ اللاعبون إجراءات تصعيدية خلال الموسم الحالي، وقد ينتظرون حتى نهاية الموسم لحصر الأضرار التي ترتبت على زيادة عدد المباريات.
وهناك إجراءات قد يتم اتخاذها من قبل الاتحاد الدولي، من أجل إرضاء مطالب اللاعبين، مثل دمج فترات التوقف الدولي المحددة في النصف الثاني من كل عام، مقابل حصول اللاعبين على إجازة في منتصف الموسم لإعادة شحن طاقاتهم وقضاء الوقت مع أسرهم بعيدا عن ملاعب كرة القدم.