نجوم "underrated".. دافيد فيا بطل تاريخي في طي النسيان

مر على ملاعب كرة القدم مجموعة هائلة من اللاعبين المميزين، منهم من بلغ مراحل أسطورية، لكنهم لم يحظوا بالتقدير الكافي، جماهيريا وإعلاميا.

نجوم "underrated"، سلسلة عن لاعبين تمتعوا بمسيرات أسطورية، لكن ذلك لم يقابله صخب إعلامي يؤثر بدوره على آراء الجماهير.

واليوم سيكون حديثنا عن القناص الإسباني ديفيد فيا، أحد المتوجين بأهم الألقاب، سواء على الساحة الدولية أو مع الأندية.

قناص الظل

لفت فيا الأنظار إليه منذ بداية مسيرته الاحترافية بالدرجة الثانية مع سبورتنج خيخون، الذي سجل معه 41 هدفا على مدار موسمين، دون أن يتجاوز عمره 22 عاما، ليدفع ريال سرقسطة للتعاقد معه عام 2003، قبل أن يسجل معه 39 هدفا معه في موسمين.

بزوغ فيا السريع في ملاعب الليجا، جعله محط اهتمام فالنسيا، الذي تعاقد معه بالفعل صيف 2005، ليبدأ معه رحلة التألق وطرق أبواب منتخب إسبانيا، إذ استطاع فرض اسمه كل موسم بقائمة هدافي الدوري الإسباني، حيث كان قريبا من التتويج بلقب "البيتشيتشي" أكثر من مرة.

وفي موسمه الأول مع فالنسيا، خسر فيا لقب هداف الليجا بفارق هدف وحيد لصالح الكاميروني صامويل إيتو، الذي سجل 26 هدفا مع برشلونة.

وأصبح فيا بملعب ميستايا، أحد الوجوه البارزة لليجا، رغم عدم وجوده ضمن صفوف ريال مدريد أو برشلونة، إذ نجح في تسجيل نحو 130 هدفا مع الفريق بمختلف البطولات على مدار 5 مواسم.

 

هذا التألق دفع المدرب الإسباني بيب جوارديولا للتحرك من أجل جلبه إلى برشلونة في صيف 2010، ليتحول إلى شريك ليونيل ميسي في خط الهجوم.

وخلال رحلته القصيرة مع برشلونة، لعب فيا دور القناص ومقدم الهدايا لزملائه بقدرته على تسجيل 48 هدفا وصناعة 24 أخرى خلال 119 مباراة، قبل انتقاله إلى أتلتيكو مدريد في 2013، ليتنقل بعدها بين أندية غير أوروبية حتى اعتزاله في 2019.

حاصد الألقاب

لم يحتج فيا الانتظار حتى انتقاله إلى برشلونة لصيد الألقاب، بل نجح منذ بداية مسيرته الاحترافية في قيادة فريقه لمنصات التتويج بحصد لقبي كأس ملك إسبانيا والسوبر المحلي عام 2004 مع ريال سرقسطة، قبل أن يقود فالنسيا لتتويج بطلا للكأس بعدها بـ4 سنوات.

أما في برشلونة، فكان لأسطورة إسبانيا دورا بارزا في تتويجات الفريق بلقبي الليجا عامي 2011 و2013، فضلا عن دوري أبطال أوروبا 2011، لاسيما بعدما سجل هدفا في المباراة النهائية ضد مانشستر يونايتد.

وخلال رحلته الكتالونيا، ظفر فيا بـ8 ألقاب مختلفة على كافة الأصعدة، قبل أن يضم لقب ليجا آخر بقميص أتلتيكو في موسمه الوحيد مع الأخير.

بطل تاريخي

استطاع فيا فرض اسمه على تشكيلة منتخب إسبانيا قبل انتقاله إلى برشلونة بـ6 سنوات، حيث كان أحد هدافي اللاروخا وقتما كان لاعبا في فالنسيا.

وفي عام 2006، سجل فيا 8 أهداف دولية على مدار العام خلال 14 مباراة، منها 3 في كأس العالم.

وفي يورو 2008، لمع نجم فيا بتسجيله 4 أهداف، لعبت دورا في تتويج الماتادور باللقب، رغم إصابته قبل المباراة النهائية.

لم يتوقف ديفيد فيا عن التألق اللافت بقميص إسبانيا، وكاد يقوده لقنص لقب كأس القارات 2009 بعدما سجل 3 أهداف وصنع واحدا، ليكتفي اللاروخا بالميدالية البرونزية.

لكن فيا عوض إسبانيا عن ذلك بلعب دور البطولة في التتويج بكأس العالم 2010 عبر إحرازه 5 أهداف وصناعة آخر، ليصبح مجددا هداف الفريق مثلما حدث في يورو 2008.

 

وغاب فيا عن يورو 2012، التي توجت بها إسبانيا، بسبب إصابته بكسر في قصبة الساق، حرمه من ضم اسمه للمتوجين بثلاثية اليورو وكأس العالم في غضون 4 سنوات.

لكن فيا استطاع إنهاء مسيرته الدولية وهو هداف تاريخي لمنتخب إسبانيا برصيد 59 هدفا خلال 98 مباراة، بالإضافة إلى 12 تمريرة حاسمة.

هذا الإنجاز أثبت براعة فيا وتفوقه على هدافي وأساطير إسبانيا على مدار التاريخ، على رأسهم راؤول جونزاليس، فرناندو توريس، فرناندو مورينتس، إيميليو بوتراجينيو وغيرهم.

إنجازات استثنائية

إضافة إلى تتويجه هدافا تاريخيا للمنتخب الإسباني، يملك فيا الكثير من الإنجازات الفردية التي حققها على مدار مسيرته، مثل تتويجه هدافا لفالنسيا في 5 مواسم متتالية.

هذا إلى جانب صناعته أكبر عدد من الأهداف في الليجا (11 تمريرة حاسمة) بموسم 2006-2007، متفوقا على كافة صناع اللعب، رغم أنه يشغل مركز رأس الحربة.

ويعتبر ديفيد فيا الهداف التاريخي لمنتخب إسبانيا في كأس العالم، بواقع 9 أهداف، كما أنه أكثر من سجل في نسخة واحدة لبلاده بعدما أحرز خماسية في 2010.

ويملك فيا أيضا رقما قياسيا، بكونه أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف بقميص إسبانيا في عام ميلادي، وهو ما تكرر مرتين بإحرازه 12 هدفا عامي 2008 و2009.

المثير أن ديفيد فيا استطاع أن يصبح الهداف التاريخي لنادي نيويورك سيتي بعد خوضه تجربة في الدوري الأمريكي قبل نهاية مسيرته، مسجلا 80 هدفا.





Mohamed Magdy

91 Aktualności posty