العراب.. صدفة أوروبية غيرت تاريخ البريميرليج

"لا أعتقد أنه يمكنك استبدال دروجبا.. تستطيع شراء لاعبين بارزين، ويمكنك الاستثمار كما فعل تشيلسي، لكن هناك دروجبا واحد فقط في تاريخ البلوز".

 

كانت تلك كلمات المدرب البرتغالي المخضرم، جوزيه مورينيو، لوصف علاقته بالنجم الإيفواري، ديدييه دروجبا، بعدما صنعا معا الحقبة الذهبية لتشيلسي.

وبدأت القصة باستحواذ الملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، على النادي اللندني في عام 2003.

 

وفي يوم 22 أكتوبر أول من نفس العام، ذهب بورتو إلى فرنسا لمواجهة مارسيليا ومهاجمه دروجبا، في دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، وفاز الفريق البرتغالي حينها بقيادة مورينيو (3-2).

ولم يصدق "سبيشيال وان" ما شاهده في تلك المباراة، من مهاجم يتمتع بالطاقة والسرعة والموهبة التهديفية، إضافة إلى حبه الشديد للعبة.

وبين شوطي اللقاء، قال مورينيو لدروجبا: "ليس لدي المال لشرائك، لكن هل لديك أقارب في كوت ديفوار بإمكانهم اللعب مثلك؟"، وحينها احتضنه دروجبا وقال له: "يوما ما ستكون قادرا على شرائي".

 

وقرر أبراموفيتش، في نهاية ذلك الموسم، التعاقد مع مورينيو ليقود مشروع تشيلسي الطموح.. وسأل رئيس النادي المدرب الجديد، عن المهاجم الذي يريد التعاقد معه، من بين كبار مهاجمي أوروبا.

وجاء رد مورينيو صادما للروسي، وهو ما حكاه المدرب البرتغالي في تصريحات سابقة، قائلا: "أخبرته مباشرة أنه دروجبا.. حينها قالي لي من هو؟ وأين يلعب؟ فقلت له: سيد أبراموفيتش، ادفع ولا تتحدث.. وأصبح ديدييه لاعبا أيقونيا في تشيلسي، فمنذ اللحظة الأولى، رأيت أنه يملك هوية البريميرليج".

وواصل: "دروجبا هو أكثر لاعب مشابه لتيري هنري، الذي أثبت بالفعل أنه لاعب مذهل، والأفضل في الدوري الإنجليزي.. أول ما يقوم به دروجبا هو النظر إلى المرمى، كما أن طريقة قتاله وضغطه على المنافس، تجعله المدافع الأول لدينا".

"ابن مورينيو"

وعن صعوبات موسمه الأول مع تشيلسي، قال دروجبا: "الجماهير تقول إنني ابن مورينيو، لكن في الحقيقة إذا لم أقدم مستوى (جيدا)، لم أكن لألعب".

ويضيف أسطورة كوت ديفوار: "هذا هو الأمر الجيد معه (مورينيو)، حتى لو كان يحبك خارج الملعب، إذا لم تقدم أداء في الملعب، فلن تلعب.. كان لدينا تفاهم مميز، ولم نكن بحاجة للحديث كل يوم لمعرفة ما نفكر به".

وتابع: "قدم لي الكثير من الأمور عندما تعرضت للانتقادات، كان يدعمني ويساعدني.. هو من تعاقد معي في تشيلسي، وفعل كل شيء".

واستطرد: "عندما يمنحك شخص ما، فرصة شراء أفضل اللاعبين في العالم.. وتقول: لا، هذا هو الشخص الذي أريده، فهذا يشعرك بخصوصية.. دائما ما أردت رد الدين له".

واستكمل دروجبا: "مورينيو غير حياتي.. أخبرني أنني إذا أردت أن أكون الأفضل، فيجب أن ألعب لأحد أفضل فرق العالم، ومع أفضل المدربين في العالم".

واسترسل: "عندما أتيت مقابل 24 مليون إسترليني، كان الرقم كبيرا وشكك فيه الناس.. لكن عند رحيلي، أعتقد أنني غطيت هذا الاستثمار جيدا".

"كل شيء انتهى"

وبخصوص مغادرة مورينيو تشيلسي في المرة الأولى، في عام 2007، قال دروجبا: "لم أفهم الأمر، وكان رد فعلي هو أنني أريد الرحيل أيضا، فكل شيء انتهى.. كانت تلك حالتي المزاجية، كان الأمر صعبا للغاية لمدة أسبوعين".

وعاد مورينيو إلى تشيلسي مجددا في 2013.. وبعد عام واحد، أراد استعادة مهاجمه المفضل.

وقال المدرب البرتغالي في هذا الصدد: "عاد (دروجبا) من جديد إلى تشيلسي، وأخبرته حينها بأنه لن يكون المهاجم الأول في الفريق، لكني بحاجة إليه لمساعدتي".

وأردف: كان استثنائيا مرة أخرى.. هناك لاعبون يظلون مهمين، منذ اليوم الأول في مسيرتهم حتى الأخير، بفضل شخصياتهم".





Mohamed Magdy

91 Blog indlæg