مر على ملاعب كرة القدم مجموعة هائلة من اللاعبين المميزين، منهم من بلغ مراحل أسطورية، لكنهم لم يحظوا بالتقدير الكافي، جماهيريا وإعلاميا.
نجوم "underrated"، عن لاعبين تمتعوا بمسيرات أسطورية، لكن ذلك لم يقابله صخب إعلامي يؤثر بدوره على آراء الجماهير.
واليوم سيكون حديثنا عن صانع الألعاب الإسباني ديفيد سيلفا، أسطورة مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا.
البطل الذهبي
لمع نجم سيلفا في ملعب ميستايا بمجرد حصوله على فرصة اللعب للفريق الأول بنادي فالنسيا في موسم 2006-2007، ليشكل ثنائية قوية مع مواطنه ديفيد فيا في خط الهجوم.
موهبة سيلفا جذبت أنظار إدارة مانشستر سيتي في بداية العهد الإماراتي، ليقرر النادي الإنجليزي التحرك لضمه، وقتما كان في طريقه إلى ريال مدريد.
وتحول سيلفا في ملعب الاتحاد إلى أيقونة كروية، إذ كان ضلعا رئيسيا في صناعة اسم الفريق السماوي، عبر قيادته لمنافسة كبار البريميرليج وبدء الظفر بالألقاب حتى أصبح السيتي وحشا في الملاعب الإنجليزية والأوروبية.
حقبة "الماجيكو" مع المان سيتي دامت 10 سنوات، تخللها فوزه بالعديد من الألقاب، على رأسها البريميرليج 4 مرات.
وما بين رحلتيه في فالنسيا والمان سيتي، كان سيلفا يصنع المجد على الصعيد الدولي بعدما كان ركيزة أساسية في تشكيلة منتخب إسبانيا، المتوج بثنائية اليورو 2008 و2012، وكأس العالم 2010.
أسطورة صناعة اللعب
لم يكن المان سيتي قد وصل إلى مكانته الحالية وشهرته العالمية خلال فترة وجود سيلفا بملعب الاتحاد، وهو ما جعله يدفع الثمن إعلاميا، بعدم وضعه على رأس قائمة صناع اللعب البارزين.
وكان سيلفا يخسر هذه المعركة دائما لصالح نجوم ريال مدريد وبرشلونة، رغم تفوقه على الكثير منهم، من ناحية القدرات والتأثير.
قيمة سيلفا الفنية ترتكز على براعته في صناعة اللعب بطريقة فريدة، والتي لا يمكن ترجمتها إلى أرقام، كما اعتاد المشجعون في السنوات الأخيرة.
فصانع الألعاب تختزل قيمته هذه الأيام في عدد التمريرات الحاسمة، وهو ما جعل البعض لا يقدر التأثير الهائل لماجيكو إسبانيا، الذي طالما اعتمد تقييمه على الأرقام، وليس ما يقوم به اللاعب بأرض الملعب.
فسيلفا كان قد وصل إلى مرحلة الكمال في عملية صناعة اللعب، حيث كان يتميز بالرؤية الثاقبة بأرض الملعب، فضلا عن اتخاذ القرار الصحيح قبل التمرير، وكذلك دقة التمريرات البينية.
هذا إلى جانب دوره البارز في بناء الهجمات وصناعة الفرص الخطيرة، خاصة ما قبل التمريرة الحاسمة (pre-assist).
فمهما فعل سيلفا من جهود وبراعة في نقل الكرة إلى اللاعب الذي يصنع الهدف، لن يترجم ذلك إلى أرقام، بل سيذهب الفضل مباشرة إلى مسجل الهدف وصانعه.
هذا تحديدا ما كان يجعل سيلفا خاسرا في معركة الأرقام، لأن الجماهير لا تعير انتباها للتمريرات المفتاحية بقدر التمريرات الحاسمة.
رغم ذلك، رحل سيلفا عن المان سيتي وفي جعبته 130 تمريرة حاسمة بمختلف البطولات، كثاني أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ النادي.
وبالحديث عن الأرقام، يظهر سيلفا أيضا في القائمة التاريخية لأكثر اللاعبين صناعة في البريميرليج، محتلا المركز السابع برصيد 93 تمريرة حاسمة.
وعلى المستوى الدولي، يعد سيلفا أيضا ثاني أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ المنتخب الإسباني، بواقع 32 تمريرة حاسمة، فضلا عن 35 هدفا سجلها بنفسه، ليصبح خامس الهدافين التاريخيين للاروخا.