حاله كحال معظم اللاعبين البرازيلين، عانى رافينيا من النشأة الصعبة وفقر الأسرة ومعاناة الأب في تحمل تكاليف السفر وفي أحيان أخرى التوسل من أجل الحصول على الطعام.
ومع ذلك كانت هناك محطات في حياة رافينيا جعلته اللاعب الذي هو عليه الآن، وأحد أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الراهن بفضل توهجه الشديد رفقة برشلونة.
فهناك لقطات مضيئة لا تغيب عن ذهن رافينيا، أولها حضوره عيد ميلاد النجم البرازيلي رونالدينيو بعمر 7 سنوات، نظرًا لعلاقة والده وعمه به، والتقى به في العديد من المرات بعدها وتكونت بينهما صداقة أثرت بشدة على رافينيا.
وهناك أيضًا البطولات المحلية التي شارك بها رافينيا في صغره واللعب في ظروف قاسية ساهمت في تمتعه بشخصية قوية، حيث خاض مباريات بتواجد جماهير تحمل الأسلحة وتهدد اللاعبين، إضافة إلى اللعب على ملاعب من التراب والطين في أجواء حارة.
هكذا كانت البداية حتى عرف طريقه إلى الأندية عبر بوابة فيتوريا جيماريش البرتغالي ومنه إلى سبورتنج لشبونة ورين قبل أن ينتقل إلى ليدز ليقابل الشخص الأهم في مسيرته الكروية والذي حولها إلى ما هي عليه الآن.
أهمية بيلسا
في تصريحات لصحيفة "موندو ديبورتيفو" قال رافينيا: "هو المدرب الذي ساعدني كثيرًا منذ اللحظة الأولى لوصولي إلى ليدز، هو دائمًا ما يطلب المزيد وأفضل مستوى ممكن، هو من ساعدني في الوصول إلى المنتخب الوطني والوصول إلى البارسا، وبدون تعليماته سواء الفردية أو الجماعية، ربما لم أكن لأتواجد هنا (برشلونة)".
وأضاف: "إلى جانب امتلاكه أسلوب لعب يحترم الكرة دائمًا، هو يطلب أقصى مستوى ممكن في التدريبات والمباريات، وهو شخص هام للغاية لي ولمسيرتي، دائمًا ما سأدين بالفضل له"، هكذا كانت كلمات رافينيا عن مدربه في ليدز مارسيلو بيلسا.
بالفعل كانت علاقة رافينيا ببيلسا قوية للغاية، وظهر ذلك في منافسات كوبا أمريكا الأخيرة في الصيف الماضي في فوز أوروجواي تحت قيادة بيلسا على البرازيل في ربع النهائي، في لقاء شهد عناقا كبيرا بين الثنائي.
ويبقى بيلسا هو من تعاقد مع رافيينا من صفوف رين الفرنسي في عام 2020، وعن المقابلة الأولى بينهما قال البرازيلي: "كنت في أول تدريب لي مع ليدز، وظهر (بيلسا) من العدم حيث لم يكن متواجدًا في بداية التدريب، حينها كنت أقف وحدي أتلاعب بالكرة قبل أن أجد من يدفعتي في ظهري واستدرت ورأيته: بيلسا".
وتابع: "كي أكون صادقًا كنت قلقًا، لقد أخبرني الكثير من الناس عنه، وكان لسانه حالهم هو الإعجاب لأنني سأعمل معه، كنت أعلم أنه شخص مهم ومع ذلك كان المدرب الأكثر تواضعًا الذي يمكنك العمل معه".
وزاد: "جعلني أشعر بالاسترخاء على الفور ورحب بي وأخبرني بأنه هنا لمساعدتي وهو ما فعله بالفعل، ففي الأشهر القليلة الأولى كان يوقف التدريبات ويأخذني جانبًا ليشرح لي أين أتحرك وما هي القرارات التي يجب علي اتخاذها، أنا مدين له بالكثير، كما أن مارسيلو يسعى دائمًا للفوز، لا يهم من نواجه أو أين نلعب، فنحن لا نغير من نحن أبدًا، وأنا أحب ذلك".
وفي حوار مع "سكاي" قال رافينيا عام 2021 عن علاقته ببيلسا: "من المهم العمل مع مدرب يسمح لك بالقيام بما تعرفه وما أثبت بالفعل أنك قادر على القيام به في السابق، فوجود مدرب وزملاء يمنحونك الحرية لتقديم أفضل ما لديك ولعبتك الخاصة أمر هام للتطور الطبيعي للاعب".
رؤية بيلسا
سبق وأن تحدث بيلسا عندما كان مدربًا لليدز عن مقومات رافينيا وكيفية تطويره لمستواه قائلًا: "لماذا يقدم رافينيا مستوى جيد للغاية رفقة ليدز؟ لقد أتيحت له الفرصة لمعرفة الدوري الإنجليزي وبعدها تمكن من القيام بما هو مطلوب منه".
واستكمل: "هو لاعب يتمتع بالقوة الذهنية والعقلية التي تسمح له بالمنافسة، كما أن لديه مقومات بدنية جيدة لمركزه، يتمتع بالسرعة وقادر على الحفاظ على تلك السرعة لمسافات طويلة، رافينيا جناح قادر على المراوغة ويعرف متي يهاجم المساحات في الخلف، هو لاعب متكامل".
وواصل في المديح "هو لاعب قوي للغاية ومن الصعب أن تنجح في إنجلترا بدون نقاط قوته، هو يتمتع بالقدرة على الانفجار والسرعة وذلك ما يجعله مميزًا، وهي أمور لا تأتي إلا أن من خلال التدريب، هناك العديد من اللاعبين في البريميرليج يواجهون نفس الظروف الصعبة، ولكن هناك عدد قليل للغاية من اللاعبين بموهبته قادرين على مواجهة الظروف الصعبة بأقدامهم".
وأتم: "هو قادر على منحنا الحلول في المباريات الحاسمة، ولا يحتاج إلى الكثير من المساعدة لتلقي التعليمات، دائمًا ما يجد طريقة لفتح دفاعات الخصوم بطريقة أفضل من أي طريقة قد يقدمها أي مدرب، كمدرب ومع لاعب رافينيا إذا حاولت التدخل بالتعليمات فلن أكون سوى مصدر إزعاج له، وإذا كنت أشاهد كرة القدم فقط مع أصدقائي، فسوق يقولون الكثير عن مدى جودة أدائه".